[١٣٦٩] باب من صور الغلو في ذات النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -
ادعاء إحياء أمه بعد موتها وإيمانها به وبيان وضع القصة في ذلك
[تكلم الإمام على أن السيوطي رحمه الله قد ملأ كتابه "الخصائص الكبرى" بالأحاديث الضعيفة والموضوعة ثم بدأ بضرب أمثلة على ذلك فقال]:
قصة إحياء أم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وإيمانها به (ج٢ ص ٢٨٠) , وهي قصة موضوعة باطلة عند المحققين من العلماء كابن الجوزي وابن تيمية وغيرهم.
ومما يبطلها قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - لمن سأله عن أبيه فقال له:"إن أبي وأباك في النار". رواه مسلم وغيره, وهو حديث صحيح, رغم تعنت السيوطي الذي أعله في بعض رسائله بما لا يقدح, ولا سيما وله بعض الشواهد التي تكشف أنه ليس من الممكن تضعيفه لولا الهوى, ولذلك لما غلب ذلك عليه لم يورده في "الجامع الصغير" ولا في "الزيادة عليه" نسأل الله السلامة.
وما أحسن ما قاله الشيخ عبد الرحمن اليماني رحمه الله تعليقًا له على هذا الحديث, وقد أورده الشوكاني في (الأحاديث الموضوعة)(ص٣٢٢)(١):
"كثيراً ما تجمح المحبة ببعض الناس فيتخطى الحجة ويحاربها, ومن وفق علم أن ذلك منافٍ للمحبة المشروعة والله المستعان"