وهو الذي عناه البخاري أنه أنا تلفظي أنا فأنا تلفظي حادث بلا شك، وأنا أتلفظ بالقرآن الآن فأقول:(ألم) تلفظي أنا هو حادث ومخلوق، لكن لما أقول: أنا لفظي بالقرآن مخلوق، قد يفهم بعض الناس أن القرآن نفسه هو المخلوق، وبخاصة أن ذلك الزمن كان زمن الصولة والدولة للمعتزلة، فأراد الإمام أحمد قطع دابر كل وسيلة يؤدي إلى تأييد الجهمية والمعتزلة ونحو ذلك، والآن إذا عرفنا قصد المتكلم كما أقول أنا الآن لفظي أنا لما أقول: أنا (ألم) لفظي أنا، هذا مخلوق لأني أنا مخلوق، لكن الله الذي تكلم به فكلامه غير مخلوق، هذا هو المقصود.
"الهدى والنور"(٢٦١/ ١١: ٠٩: ٠٠)
[[١١٦٨] باب الواقفة في القول بخلق القران ليسوا جهمية كلهم]
[قال الإمام]:
ولقد رأيت الحافظ الذهبي رحمه الله قد أنصف إسحاق [ابن أبي إسرائيل] هذا في ترجمته إياه في "السير" فقال في آخرها (١١/ ٤٧٧ - ٤٧٨):
"قلت: أداه ورعه وجموده إلى الوقف، لا أنه كان يتجهم؛ كلا ". ثم روى
عنه أنه قال:
"لم أقل على الشك، ولكني سكت؛ كما سكت القوم قبلي ".
قلت: فهو على هذا سلفي المنهج؛ فهو مأجور إن شاء الله تعالى، وغاية ما يمكن أن يقال في مثله؛ أنه أخطأ في وقفه وجموده؛ لعدم انتباهه إلى أن الوقوف ينفع فيما لو لم يجهر المبتدعة بالقول بخلق القرآن، ففي هذه الحالة لا بد من إنكار ذلك؛ لأنه على الأقل مخالف لما كان عليه السلف. والله أعلم.