للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[١٦٩٣] باب تفسير قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إن ربك يعجب من أقوام يجرون إلى الجنة بالسلاسل»]

سؤال: تفسير حديث أن هناك أناساً يدخلون الجنة بالسلاسل (١)؟

الشيخ: تفسير ما وقع في العصور الأولى من مجيء المسلمين بكثير من الأسرى الكافرين إلى بلاد المسلمين وهم مغللون بالأصفاد عبيداً أرقاء، فبعد أن يسترقوا، وبسبب هذا الاسترقاق؛ خدمتهم لأسيادهم وبمن يلوذ بهم عرفهم بشيء من أخلاق المسلمين وعقائدهم كان خافياً عليهم، ووجدوا أن ما عرفوه من أخلاقهم وحسن معاملاتهم لأرقائهم وعبيدهم خلاف ما يعرفونه هم في بلادهم من سوء معاملة الأسياد للأرقاء والعبيد.

فهذه المعاملة الحسنة فتحت قلوبهم للإسلام ودخلوا فيه أفواجاً، وصار الكثير منهم بسبب النظام الإسلامي الرائع الذي تفرد يومئذ بتشريع ما يعرف في كتب الحديث والفقه بالمكاتبة فضلاً عن فك الرقاب المنصوص عليه في القرآن، والذي حث عليه الإسلام بأساليب شتى مما كان لا يعرفه الكفار الذين هم الذين ابتدعوا بدعة الاسترقاق للناس الذين هم أمثالهم كما قال عمر في كلمته المشهورة: «متى استبعدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً»، فوجدوا في الإسلام طرقاً كثيرة لتخليص أنفسهم من ذل الاستعباد والاسترقاق.

بعض هذه السبل يعود إلى السيد الذي إما أن يحسن إلى رقيقه، وإلى عبده، فيعتقه لوجه الله تبارك وتعالى، وإما أن يعتقه كفارةً لذنب له شرع الله التكفير لهذا


(١) صحيح البخاري (رقم٢٨٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>