الشيخ: يشير عليه الصلاة والسلام إلى قول الله عز وجل في القرآن: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا، ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}(مريم: ٧١ - ٧٢).
{وَإِنْ مِنْكُمْ} معشر الإنس والجن.
{إِلَّا وَارِدُهَا} أي: داخل النار، لا بد ولا مناص من ذلك، لا فرق في ذلك بين بار وشقي، كلهم؛ {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا، ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}.
الورود هنا هو المرور على جسر جهنم الذي يحيط به لهيب نار جهنم، الذين يمرون على الجسر لا بد أن تحيط بهم النار سواء كانوا صالحين أو طالحين، ولكن الصالحين منهم وهنا الشاهد: لا تمسهم النار بسوء.
أي: أن النار في حق الصالحين المارين في جسر جهنم تكون عليهم برداً وسلاماً كما كانت على إبراهيم ...
المرور لكل الثقلين: الإنس والجن، مع فارق هام جداً أن الأبرار لا تمسهم النار إلا مجرد المرور تنفيذاً لهذا القسم الإلهي:{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا، ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}(مريم: ٧١ - ٧٢).
المتقون يمرون على جهنم ولا يتساقطون فيها، بخلاف الكفار وهم الذين يهوون في جهنم وبئس المصير.