للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنهي جواب هذا السؤال بحديث معاذ بن جبل حينما سافر من مدينة إلى الشام ورجع إلى المدينة، فأول ما وقع بصره على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فأراد أن يسجد له، فنهاه - صلى الله عليه وآله وسلم - عن ذلك وقال له: «ما هذا؟» قال: يا رسول الله! إني أتيت الشام

فرأيت النصارى يسجدون لقسيسهم وعظمائهم، فرأيتك أنت أحق بالسجود منهم، فقال عليه السلام: «لا يصلح السجود إلا لله، ولو كنت آمراً أحداً أن يسجد

لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها؛ لعظم حقه عليها، ولكن لا ينبغي

السجود إلا لله» (١).

فأيضاً السجود إكرام، لكن هذا الإكرام ختم أمره بخاتمة الشرائع ... وهي شريعة الإسلام.

خلاصة القول: أمر الله عز وجل للملائكة بالسجود كان إكراماً لهذا الجنس، ولم يكن لتلك العلة: أنه جعله مختاراً؛ لأن هذه العلة لا دليل عليها، لا في الكتاب، ولا في السنة، ولا في الاستنباط من أدلة الشريعة كما ذكرت آنفاً.

"الهدى والنور" (٧٢٩/ ٣٥: ١٢: ٠٠)

[[١٧٨٦] باب الرد على من ضعف حديث موسى مع ملك الموت بدعوى أنه يفيد أن موسى يكره قدر الله عليه بالموت]

[قال رسول الله]: «جاء ملكُ الموتِ إلى (وفي طريق: إنَّ ملكَ الموتِ كان يأتي الناسَ عياناً، حتّى أتى) موسى عليه السلام، فقال له: أجب ربَّك، قال: فلطَم موسى عليه


(١) "صحيح الجامع" (رقم٥٢٣٩، ٥٢٩٤، ٥٢٩٥)، الصحيحة (٧/ ٢/١٠٩٧) و (٧/ ٢/١٤٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>