للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[١٧٨٠] باب هل الإيمان بالقدر يستلزم التواكل؟]

عن سهل بن سعد - رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها».

(صحيح).

[قال الإمام]:

الرباط بكسر الراء وبالباء الموحدة الخفيفة: ملازمة المكان الذي بين الكفار والمسلمين لحراسة المسلمين منهم.

قلت: وليس من ذلك ملازمة الصوفية للربط، وانقطاعهم فيها للتعبد، وتركهم الاكتساب، اكتفاء منهم - زعموا- بكفالة مسبب الأسباب سبحانه وتعالى، كيف وهو القائل: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا في الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ} ولذلك قال عمر رضي الله عنه: "لا يقعدن أحدكم في المسجد يقول: الله يرزقني، فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة".

وقوله: «خير من الدنيا وما عليها» أي: على الدنيا، وفائدة العدول عن قوله: (وما فيها) هو أن معنى الاستعلاء أعم من الظرفية وأقوى، فقصده زيادة لمبالغة، وبيان الحديث أن الدنيا فانية، والآخرة باقية، والدائم الباقي خير من المنقطع الكثير، والله أعلم.

"التعليق على الترغيب والترهيب" (٢/ ٥١٩ - ٥٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>