اعلم أن النار في الآخرة ناران: نار تفنى ونار تبقى أبداً لا تفنى، فالأولى هي نار العصاة المذنبين من المسلمين، والأخرى نار الكفار والمشركين، هذا خلاصة ما حرره ابن القيم في " الوابل الصيب " وهو الحق الذي لا ريب فيه، وبه تجتمع الأدلة، فلا تغتر بما ذكره الشارح هنا [أي شارح الطحاوية]، وابن القيم في " شفاء العليل " و" حادي الأرواح " مما قد ينافي هذا الذي لخصته؛ فإنهما لم يتبنيا ذلك، وليس فيه أي دليل صريح صحيح يدل على فناء نار الكافرين، والله تعالى كما قال في أهل الجنة:{لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين}(الحجر: ٤٨) قال مثله في الكافرين: {وما هم بخارجين من النار}(البقرة: ١٦٧). وما روي عن عمر وغيره لا يصح إسناده كما بينته في تعليقي على " الشرح "[أي شرح الطحاوية] ثم في " الأحاديث الضعيفة " المجلد الثاني (٦٠٦ - ٦٠٧).فتنبه.
"التعليق على متن الطحاوية"(ص٨٥ - ٨٧).
[[١٧٢٦] باب هل يقول ابن تيمية وابن القيم بفناء النار؟]
سؤال: السؤال هو أننا نعلم أن شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى يعني أَجَلّ من أن يسقطوا في مسألة يعني انتشرت لاسيما مسألة فناء النار، فهل صحيح هذه الدعوى صحت في كتبهم أم تراجع عنها أم كيف؟ أريد جواب في هذا الأمر؟
الشيخ: القول بفناء النار زلة من زلات ابن تيمية، وأظنك إذا كنت مقدراً لعلم ابن تيمية بل لشخصه وعلمه وصلاحه، أنك سوف لا تكفر به إذا ما قلنا لك بأنه