الشيخ: حسناً، قوله بفناء النار قد قال ذلك، وهذه زلة لا ينبغي أن يتابع بل ولا أن يقلد فيها، وظني أنه رجع عنها، ظني -انتبه! - وإنما جاءني هذا الظن من كلام لتلميذه ابن القيم الجوزية؛ لأني أظن من متابعتي لأقوال الشيخ وآرائه وأحكامه، ومتابعتي لهذه الأشياء من تلميذه أيضاً أن التلميذ أتبع كما يقال لشيخه من ظله، مفهوم إلى هنا؟ فقلما نجد ابن القيم يخالف ابن تيمية، وحق له ذلك؛ لأن ابن تيمية رجل يعني جمع من العلم والصواب ما لا يحيط به كثير من كبار العلماء.
فلما رأيت ابن القيم الجوزية ذكر في كتابه «الوابل الصيب في الكلم الطيب» أو «شرح الكلم الطيب» وهذا مشكوك فيه، يقول: النار ناران فنار تفنى ونار تبقى، النار التي تفنى هي نار الفساق من المؤمنين المسلمين، والنار التي لا تفنى هي نار الكفار، فإذاً ممكن أن يكون هذا الذي صرح به ابن القيم هو رأي ابن تيمية الذي انتهى إليه، لكن ما وقفنا على رأي ابن تيمية هذا الأخير من كلامه أو من قلمه إنما وجدنا بقلم تلميذه ابن القيم الجوزية رحمه الله.
وهذا له يعني أمثلة كثيرة وكثيرة جداً، ... حديث:«من أحب أن يتمثل له الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار»(١).
ابن تيمية في فتاواه «مجموعة الفتاوى» له كلام جيد بمناسبة هذا الحديث من جهة وله كلام غير جيد من جهة أخرى، الكلام الجيد هو يقول: أنه لم يكن من عادة السلف الصالح ولا من عادة الخلفاء الراشدين أن يقوم بعضهم للقادم قيام