يليق بالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فأقول: المراد بها شرك الجاهلية؛ فإنها كانت تصدهم عن حاجاتهم, وهذا ليس مراداً من قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «وما منا إلا ... » , وإنما قد يجده الشخص في نفسه, ثم يصرفه بالتوكل على الله, فهذا التوكل مما كلف به العبد بخلاف ما يجده فإنه لا يملكه, وهذا صريح في حديث معاوية بن الحكم السلمي؛ أنه قال للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ومنا رجال يتطيرون؟ قال:«ذاك شيء يجدونه في صدورهم؛ فلا يصدنهم» رواه مسلم (٢/ ٧٠).
فلم ينكر عليهم ما يجدون من الطيرة, فضلاً أن يصفه بالشرك, وقد صح عنه - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال:«من ردته الطيرة فقد قارف الشرك» , وهو مخرج في «الصحيحة»(١٠٦٥) ,فهذا يوضح تمام التوضيح حديث الباب, ويبطل الإدراج المدعى, فتأمل!
"صحيح موارد الظمآن"(٢/ ٣٧ - ٣٨).
[[٤٤٥] باب منع التسمي بيسار لأنه مفضاة للتطير]
السائل: فيه حديث يا شيخ «لأنهين أن يُسمَّى بنافع وبركة ويسار»، يسار يا شيخ لو ذكرت شيء لماذا المنع مثلاً، ما صلته مثلاً هل فيه تزكية في شيء؟
الجواب: يسار من اليسر.
السؤال: نعم.
الجواب:[فإذا سألت] هل هنا يسار؟ يعني كما لو قلت هل هنا يسر؟ تقول: لا، هذا مدعاة للتطير وليس تزكية.