للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[٩٤٠] باب هل نثبت لله تعالى قدمين؟]

سؤال: بالنسبة لصفات الله تبارك وتعالى هي توقيفية لا مجال للرأي والاجتهاد فيها، فمسألة إثبات القدمين لله تبارك وتعالى بقول ابن عباس رضي الله عنهما: عندما سئل عن الكرسي فقال: هو موضع القدمين، علماً بأن النصوص الواردة في السنة جاءت بإفراد صفة الرِّجل لله جل وعلا، فهل إذا أثبتنا القدمين لله عز وجل نكون قد خالفنا القاعدة المذكورة وهي: أن صفات الله توقيفية لا مجال للرأي والاجتهاد فيها، أم أننا نقتصر على إثبات الرِّجل بمفردها ونقف عن إثبات تثنية إثبات القدمين؟

الشيخ: حديث ابن عباس كما تعلم هو موقوف، والأحاديث الموقوفة لا يطلق فيها القول بأنها في حكم المرفوع أو أنها ليست في حكم المرفوع، بل لا بد في ذلك من التفصيل.

والذي انتهى إليه علمي هو التالي: إذا كان الحديث الموقوف لا يمكن أن يقال من قِبَل الرأي والاجتهاد أولاً، ولا يحتمل أن يكون من الإسرائيليات حينذاك يكون له حكم المرفوع، هذا الحديث ليس من هذا القبيل؛ لأنه يحتمل أن يكون من الإسرائيليات، بخلاف مثلاً الحديث الآخر عن ابن عباس رضي الله عنهما الذي يقول: بأن القرآن أنزل جملة واحدة إلى بيت العزة في سماء الدنيا ثم أنزل أَنْجُماً، هذا لا يمكن أن يكون إسرائيلياً؛ لأنه يتحدث عن القرآن، ولا يمكن أن يكون بالرأي والاجتهاد؛ لأنه يتحدث عن أمر غيبي، فإذاً له حكم المرفوع، أما هذا فليس كذلك.

"الهدى والنور" (٨٠٣/ ٤٨: ٤٢: ٠٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>