يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا} (الأنفال:٢ - ٤){ومن أصدق من الله قيلاً}(النساء:٢٢).
وبناء على ذلك كله اشتطوا في تعصبهم فذكروا أن من استثنى في إيمانه فقد كفر وفرعوا عليه أنه لا يجوز للحنفي أن يتزوج بالمرأة الشافعية وتسامح بعضهم - زعموا - فأجاز ذلك دون العكس وعلل ذلك بقوله: تنزيلا لها منزلة أهل الكتاب.
وأعرف شخصاً من شيوخ الحنفية خطب ابنته رجل من شيوخ الشافعية فأبى قائلا: ... لولا أنك شافعي! فهل بعد هذا مجال للشك في أن الخلاف حقيقي؟ ومن شاء التوسع في هذه المسألة فليرجع إلى كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية:" الإيمان " فإنه خير ما ألف في هذا الموضوع.
"التعليق على متن الطحاوية"(ص٦٦ - ٦٩).
[[٤٩٣] باب رد قول من أخرج الأعمال من الإيمان]
[قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -]:
- «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه أبصارهم وهو مؤمن».
[قال الإمام]:
الحقيقة أن الحديث وإن كان مؤولاً، فهو حجة على الحنفية الذين لا يزالون مصرين على مخالفة السلف في قولهم بأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، فالإيمان