للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويشهد لهذا نصوص كثيرة منها حديث أنس مرفوعاً: «ما زلت أشفع إلى ربي عز وجل ويشفعني وأشفع ويشفعني، حتى أقول: أي رب شفعني فيمن قال: لا إله إلا الله. فيقول: هذه ليست لك يا محمد ولا لأحد، هذه لي، وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحداً يقول: لا إله إلا الله» أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " وابن أبي عاصم في " السنة " (٨٢٨) وهو حديث صحيح، وقد أخرجه مسلم وغيره بمعناه كما بينت هناك.

"تحقيق رفع الأستار" (ص١٣٢).

[[١٦٦٥] باب شفاعة رب العالمين]

[قال الإمام]:

تواتر في أحاديث الشفاعة؛ أن الله يأمر الشافعين بأن يخرجوا من النار من كان في قلبه ذرة من الإيمان.

"الصحيحة" (٧/ ١/١١٦).

[[١٦٦٦] باب كيف الجمع بين قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «أمتي أمة مرحومة» وبين الأحاديث التي فيها أنه يخرج ناس من أمته من النار بالشفاعة؟]

[قال الإمام مبينًا خطأ من ضعف حديث «أمتي أمة مرحومة» بدعوى أنه مخالف لأحاديث خروج ناس من أمته - صلى الله عليه وآله وسلم - من النار بالشفاعة]:

الحقيقة أنه لا تعارض عند التأمل والابتعاد عن التظاهر بالتحقيق المزيف كما هو الواقع في هذا الحديث الصحيح، فإنه ليس المراد به كل فرد من أفراد الأمة، وإنما من كان منهم قد صارت ذنوبه مكفرة بما أصابه من البلايا في حياته؛ كما قال البيهقي في "شعب الإيمان" (١/ ٣٤٢): "وحديث الشفاعة يكون فيمن لم تَصِر ذنوبه مكفرة في حياته".

قلت: فالحديث إذن من باب إطلاق الكل وإرادة البعض؛ أطلق "الأمة" وأراد بعضها؛ وهم الذين كفرت ذنوبهم بالبلايا ونحوها مما ذكر في الحديث، وما أكثر المكفرات في الأحاديث الصحيحة والحمد لله، وفي ذلك ألف الحافظ ابن حجر كتابه المعروف في المكفرات.

"السلسلة الصحيحة" (٢/ ٧٢٧ - ٧٢٨)

[[١٦٦٧] باب منه]

[قال الإمام]:

الحقيقة أنه لا تعارض عند التأمل ... فإنه ليس المراد به كل فرد من أفراد الأمة,

<<  <  ج: ص:  >  >>