للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سماء الدنيا أو في سماء الدنيا أو على الأرض أو في الأرض، كله لا يليق بالله عز وجل نقول كله لا يليق إلا فوقية العرش لأن فوق العرش لا مكان، ونحن نعلم كما هم يعلمون ولكنهم يغفلون أو يتغافلون [أنه] كان الله ولا شيء معه، فحين كان الله ولا شيء معه نحن وإياهم متفقون أو هم معنا متفقون أن الله حينما كان ولم يخلق شيئاً لم يكن في مكان، وإن سمى أحد ذلك الجو ما بدي أسميه مكاناً أنا، لأنه يكون في إعادة ألفاظ، إذا سمى أحداً ذلك الجو الذي كان الله فيه: مكاناً فهذا اصطلاح؛ لأن المكان مشتق من الكون {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (يس:٨٢)، فالله كان ولا شيء معه ثم خلق الخلق بوجود الخلق وبخلق الخلق وجد المكان لكن الله ما وجد في هذا المكان لأن الله كان قبل المكان وقبل الزمان، فإذاً إذا قلنا {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه:٥)، وأوردنا كل الآيات والأحاديث التي تثبت صفة العلوم فذالك لا يعني أننا نجعل لله مكان ولا يعني أننا جعلناه مظروفاً بشيء ...

"الهدى والنور" (٤٤١/ ١٠: ٤٥: ٠٠ - طريق الإسلام) وتكرر ناقصًا في (٣٤٣/ ٥٢: ٥٣: ٠٠)

[[١٠٠٧] باب معنى (في) في قولنا: الله (في) السماء]

عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ: كَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمَاً لِي قِبَلِ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ، فَاطَّلَعْتُهَا ذَاتَ يَوْمٍ، وَإِذَا ذِئْبٌ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا، قَالَ: وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ، لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً، فَأَتَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -، فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَفَلا أُعْتِقُهَا؟، قَالَ: «ائْتِنِي بِهَا»، فَقَالَ لَهَا: «أَيْنَ اللهُ؟»، قَالَتْ: في السَّمَاءِ، قَالَ: «مَنْ أَنَا؟»، قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ: «فَأَعْتِقْهَا، فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ». (مسلم).

<<  <  ج: ص:  >  >>