للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٦٨٩] باب معنى قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «من كفر مسلماً فقد كفر»

سؤال: أخ يسأل عن قوله عليه الصلاة والسلام: «من كفر مسلماً فقد كفر» يقول: ذكر الإمام النووي عدة أقوال في هذا الحديث، ثم ذكر أن من كفر مسلماً لا يكفر وأن السبب في ذلك هو أن التكفير معصية وبالتالي فإن صاحب المعصية لا يكفر، فهل هذا التوجيه والتعليل قائم على حجة، وما هو رأيكم في هذا؟

الشيخ: هذا الكلام إن كان نقله عن الإمام النووي صحيحاً فليس على إطلاقه، لكن من الصحيح أنه ليس من كفر مسلماً كفر كفر ردة، أي: خرج عن الملة، وإنما قد وقد، والتفصيل الذي لا بد منه: أن من كفر مسلماً مجتهداً مبتعداً أولاً عن حظ النفس والانتصار لها، ثانياً: عاملاً بالقواعد الشرعية الفقهية، أي: أن يكون عالماً بطريق الفقه الصحيح من الكتاب والسنة فَكَفَّرَ مع ملاحظة هذين القيدين بعيداً عن الهوى .. بعيداً عن الجهل، أي: متمسكاً بالعلم الصحيح فكفر مسلماً وتبين أن هذا المكفَّر ليس كما توهم المكفِّر، فالمكفَّر هنا لا يعود الكفر عليه إلا في الحالة الأخرى وهي: أن يكون أطلق الكفر عليه ليس مندفعاً بعيداً عن الهوى .. بعيداً عن الجهل بل هو غارق في الجهل والهوى، فهذا الذي يصدق عليه كما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة، فإن كان كذلك لحقه الكفر وإلا حار الكفر عليه، أي: رجع إليه فهذا التفصيل هو الذي ينبغي أن يراعى فيه بين الكفر الذي نقول دائماً وأبداً كفر اعتقادي وكفر عملي .. من أطلق الكفر على مسلم باجتهاد صائب فهو لا شيء عليه، بل هو مأجور، أما من أطلق الكفر باتباع الهوى وبالجهل فهنا إما أن يعني الخروج عن الملة فعلاً حينما نسب الكفر إلى المسلم المؤمن بالله ورسوله وهو يعلم أنه مؤمن حقاً فهو الذي يحار ويعود الكفر عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>