«قصد بقعة يرجو الخير بقصدها، ولم تستحب الشريعة ذلك، مثل المواضع التي يقال: إن فيها أثر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كما يقال في صخرة بيت المقدس، ومسجد القدم قبلي دمشق، وكذلك مشاهد الأنبياء والصالحين».
[ثم علق في الحاشية قائلاً]:
وقد صح عن عمر رضي الله عنه انه رأى الناس في حجته يبتدرون إلى مكان، فقالوا: ما هذا، فقال مسجد صلى فيه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، فقال:«هكذا هلك أصحاب الكتاب، اتخذوا آثار أنبيائهم بيعاً من عرضت له منكم فيها الصلاة فليصل وإلا فلا يصل». انظر كتابنا «تحذير الساجد»(ص ٩٧) ثم قابل ذلك بما في «الإحياء»(١/ ٢٣٥ طبع الحلبي) تر عجباً.
"حجة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - "(ص١٠٩ - ١١٠).
[[٢٠٠] باب حكم تتبع آثار الأنبياء؟]
مداخلة: هناك أثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه رأى أناسًا يتبادرون إلى مكان، فسأل عن هذا المكان فقالوا: ورسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - صلى فيه، فنهاهم عنه فقال:«ما أدركتم فصلوا ولم تدركوا فليمض» فما هو وجه التناقض مع عبد الله بن عمر ... وكان يتابع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في جميع أفعاله، فكيف نوفق بين القولين؟
الشيخ: لا شك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان أفقه من ابنه عبد الله، وإن كان ابنه عبد الله كان فيما يبدو أعبد من كثير من الصحابة، فعمر بن الخطاب