أخطأ ابن خلدون خطأً واضحًا حيث ضعف أحاديث المهدي كلها، ولا غرابة في ذلك؛ فإن الحديث ليس من صناعته ... وتورَّط بكلامه بعض أفاضل المعاصرين فصرَّح بأن خروج المهدي خرافة، هدانا الله وإياه لقول الحق واتّباعه.
"تخريج أحاديث فضائل الشام"(ص ٤٤).
[١٦٠٧] باب ذكر بعض من أنكر عقيدة
المهدي وعيسى وبيان خطئهم
[قال الإمام في مقدمة كتابه "قصة المسيح الدجال ونزول عيسى" مبينًا الأسباب التي دفعته لتصنيفه]:
ومما شجعني على ذلك الأمور الآتية:
الأول: شك كثير ممن ينتمون إلى العلم - بل وإلى الدعوة إلى الإسلام؛ فضلاً عن غيرهم ممن لا ثقافة إسلامية عندهم من الشباب المثقف وغيرهم من العوام - في عقيدة نزول عيسى عليه الصلاة والسلام، وقتله للدجال في آخر الزمان، حتى لقد قام في نفسي أن كثيراً من الطلاب المتخرجين من جامعة الأزهر هم من هؤلاء الشاكِّين - إن لم يكونوا من المنكرين لها - وقد عرفت ذلك من مناقشتي لبعضهم شفهيّاً، ومن اطلاعي على فتاوى بعضهم في ذلك، وتعليقات آخرين منهم على بعض الكتب.
ومن أشهر هؤلاء الشيخ (محمد عبده)؛ فإنه يقول في حديث نزول عيسى