عليه السلام تارة: بأنه حديث آحاد! وهذا حسب علمه بالحديث، وهو من أبعد العلماء المعاصرين عنه في نقدي، وتارة يتأوَّلُ نزولَهُ وحكمَهُ في الأرض بِغَلَبَة روحِهِ وسِرِّ رسالتِهِ على الناس، وهو ما غلب في تعليمه من الأمر بالرحمة والمحبة والسلم ... حكاه السيد رشيد رضا في "تفسيره"(٣/ ٣١٧)؛ ومع أنه رده عليه بقوله عقبه:
"ولكن ظواهر الأحاديث الواردة في ذلك تأباه"؛ فإنه رد هذا الاستدراك بقوله عقبه أيضاً:
"ولأهل هذا التأويل أن يقولوا: إن هذه الأحاديث قد نقلت بالمعنى كأكثر الأحاديث، والناقل للمعنى ينقل ما فهمه. وَسُئِلَ (يعني: محمد عبده) عن المسيح الدجال وقتل عيسى له؟ فقال: إن الدجال رمز للخرافات والدجل والقبائح التي تزول بتقرير الشريعة على وجهها ... "!
ومن الغريب أن هذا التأويل سبقه إليه مدّعي النبوة " ميرزا غلام أحمد القادياني الهندي"، وكرره في كتبه ورسائله، وما أشبه هذا التأويل بتأويله لآيات كثيرة في القرآن؛ يحرِّفها ويستدل بها على نبوته؛ كتأويله لقوله تعالى في عيسى:{ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد}(الصف:٦)؛ فزعم أنه المقصود بقوله:[أحمد]! وله من مثل هذا الشيء الكثير، وفي غاية السخف؛ كما قال السيد رشيد نفسه في صدد الرد عليه في موضع آخر من "تفسيره"(٦/ ٥٨)، فقال فيه:
"وقد جرى على طريقة أدعياء المهدوية من شيعة إيران - كالبهاء والباب - في استنباط الدلائل الوهمية على دعوته من القرآن؛ حتى إنه استخرج ذلك من سورة الفاتحة! وله في تفسيرها كتاب في غاية السخف يدعي أنه معجزة له!!