للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحينئذ فلا تكون المعالجة بإطلاق لفظة المنافق عليه، وإنما بتذكيره وبنصيحته المرة بعد المرة والكرة بعد الكرة، فإذا تبين أنه لا يستجيب لتذكير المذكرين ولنصيحة الناصحين فلا شك والحالة هذه أنه يجوز أن يطلق عليه لفظ المنافق ما دام انتفى أن يكون له عذر شرعي، لأنه يدخل حينذاك في عموم قول الشاعر الفقيه، أو الفقيه الشاعر حيث قال:

القدح ليس بغيبة في ستة ... متظلم ومعرف ومحذر

ومجاهر فسقاً ومستفتٍ ومن ... طلب الإعانة في إزالة منكر

هذا هو الجواب عن السؤال الأخير، والحمد لله رب العالمين.

"الهدى والنور" (٣٠٧/ ١٧: ٠٣: ٠٠)

[[٦٠٠] باب الغناء ينبت النفاق في القلب]

[قال الإمام في معرض الكلام على حكمة تحريم الغناء]:

ومن الآثار السلفية الدالة على حكمة التحريم:

أولاً: عن ابن مسعود قال: «لغناء ينبت النفاق في القلب».

[ثم بين الإمام صحة الأثر ثم قال]:

وقد روي مرفوعاً إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لكن في إسناده كذاب ولذلك خرجته في «الضعيفة» رقم (٦٥١٥).

(فائدة): قال ابن القيم رحمه الله عقب أثر ابن مسعود المتقدم (١/ ٢٤٨): فإن قيل: فما وجه إنباته للنفاق في القلب من بين سائر المعاصي؟

قيل: هذا من أدل شيء على فقه الصحابة في أحوال القلوب وأعمالها،

<<  <  ج: ص:  >  >>