جميعاً ليس هذا وذاك من الأمثلة تأويلاً إنما هو الفهم العربي السليم قبل أن تدخله العجمة، وقبل أن يتسلط عليه علم الكلام.
"الهدى والنور"(٥٢٩/ ٥٤: ٢٤: ٠٠)
[[١٠٢٦] باب في أقسام المعية]
سؤال: بلغنا أيضاً يعني أنا كنت سمعت وقرأت لك في معية الله عز وجل: بأنها معية بعلمه، ولكن في أثناء زيارتنا للأردن التقينا مع أحد الإخوة فأخبرنا: أن الشيخ يقول: بأن معية الله هي معية ذاتية حقيقية، ويقول: بأن هذا القول هو قول ابن تيمية أيضاً، فما أدري يا شيخ يعني حبذا لو ...
الشيخ: في أي مكان المعية ذاتية؟
مداخلة: هو يقول بأنها يعني ..
الشيخ: يعني مثلاً: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}(طه:٤٦)، معية ذاتية؟
مداخلة: أي نعم.
الشيخ: لا، نحن ما نقول هذا، الله مع المتقين معية ذاتية لا كيفية لها، لكن في بعض المواطن وفي بعض النصوص تكون إما معية علم واطلاع، وإما معية إعانة ونصر، فليست معية ذاتية، مثل هذه الآية:{إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}(طه:٤٦)، كذلك مثلاً:{فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}(الطور:٤٨)، هذه ليست ذاتية، إنما المعية المطلقة تبقى على إطلاقها مع نفي المماثلة والتشبيه وإيكال أمر الكيفية إلى الله عز وجل كما هو الشأن في كل الصفات، ومنها صفة:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}(طه:٥).