ويعنون بذاته، فهو ضلال بل هو مأخوذ من القول بوحدة الوجود الذي يقول به غلاة الصوفية الذين لا يفرقون بين الخالق والمخلوق ويقول كبيرهم: كل ما تراه بعينك فهو الله! تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
"الصحيحة"(٣/ ٣٧ - ٣٨).
[[١٠٢٤] باب المعية في قوله تعالى: {وهو معكم أينما كنتم} معية علمية والرد على من خالف ذلك]
[قال الذهبي في "العلو"]:
قال أبو عمر [هو ابن عبد البر] .. أجمع علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل, قالوا في تأويل قوله:{ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم} هو على العرش, وعلمه في كل مكان, وما خالفهم في ذلك أحد يُحتجُ بقوله.
[قال الإمام]:
قلت: في هذا النص رد صريح لما ذهب إليه الإمام الشوكاني في آخر "تحفته"(ص ٩٥ - ٩٦ المجموعة المنيرية ج ٢) أن تأويل هذه الآية وآية {وهو معكم أينما كنتم} بالمعية العلمية إنما هو شعبة من شعب التأويل المخالف لمذهب السلف وما كان عليه الصحابة والتابعون وتابعوهم.
كذا قال، وكأنه لم يقف على هذا النص من الحافظ ابن عبد البر، ولا على ما سبق من القول عن الأئمة الفحول كسفيان الثوري, ومالك, ومقاتل بن حيان, الذين فسروا الآيتين بمثل ما نَقَلَ ابن عبد البر إجماع الصحابة ومن بعدهم عليه، فلا تغتر إذن بما زعمه الشوكاني من المخالفة، فإنه لكل عالم زلة، ولكل جواد كبوة.