[[٧٥٤] باب هل يمتحن بعض أهل الجاهلية في عرصات القيامة؟]
[قال ابن كثير]:
إخباره - صلى الله عليه وآله وسلم - عن أبويه وجده عبد المطلب بأنهم من أهل النار؛ لا ينافي الحديث الوارد من طرق متعددة أن أهل الفترة والأطفال والمجانين والصم يمتحنون في العرصات يوم القيامة، كما بسطناه سندًا ومتنًا في "تفسيرنا" عند قوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}(الإسراء: ١٥). فيكون منهم من يجيب ومنهم من لا يجيب فيكون هؤلاء من جملة من لا يجيب فلا منافاة.
[فعلق الإمام قائلاً]:
وهذا جمع جيد جدًّا، لأنه وإن كان من الممكن افتراض أن بعض من كان في الجاهلية قد بلغته الدعوة وأقيمت عليه الحجة ... فإن من الممكن أيضًا أن نفترض أن بعضهم لم تبلغه الدعوة، وحينئذ فأمامه الامتحان في عرصات القيامة، فمن نجح فقد نجا، وإلا فقد هلك، وعلى هذا النوع من الهالكين تحمل الأحاديث التي صرحت بعذاب بعض من مات في الجاهلية.
"صحيح السيرة النبوية"(ص٢٨).
[[٧٥٥] باب الجمع بين قوله تعالى: {ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا} وقوله تعالى: {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير}]
[ذكر العز ابن عبد السلام في "بداية السول" من خصائص النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -:
"أن الله تعالى أرسل كل نبي إلى قومه خاصة، وأرسل نبينا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى الجن والإنس، ولكل نبي من الأنبياء ثواب تبليغه إلى أمته، ولنبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - ثواب