للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤٠٠] باب حكم الكهانة

واستحضار الأرواح والتنويم المغناطيسي

[قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -]:

«من أتى كاهناً، فصدَّقه بما يقول؛ فقد كفر بما أنزل على محمد».

[قال الإمام]:

(فائدة): قال ابن الأثير في "النهاية":

"الكاهن: الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان ويدَّعي معرفة الأسرار، وقد كان في العرب كهنة كشق وسطيح وغيرهما، فمنهم من كان يزعم أن له تابعاً من الجن ورَئيًّا يُلقي إليه الأخبار، ومنهم من يزعم أنه يعرف الأمور بمقدمات أسباب يستدل بها على مواقعها من كلام من يسأله، أو من فعله، أو حاله، وهذا يخصّونه بالعراف، كالذي يدعي معرفة الشيء المسروق، ومكان الضالة ونحوهما. والحديث الذي فيه: "من أتى كاهنا ... " قد يشتمل على إتيان الكاهن، والعراف، والمنجِّم ".

قلت: فإذا عرفت هذا؛ فمن (الكهانة) ما كان يعرف بـ "التنويم المغناطيسي"، ثم بـ "استحضار الأرواح"، وما عليه اليوم كثير من الناس- وفيهم بعض المسلمين الطيبين- ممن اتخذوا ذلك مهنة يعتاشون منها، ألا وهو القراءة على الممسوس من الجني، ومكالمتهم إياه، وأنه يحدثهم عن سبب تلبسه بالإنسي؛ حبّاً به أو بغضاً! وقد يزعمون أنهم يسألونه عن دينه، فإذا أخبرهم بأنه مسلم؛ صدقوه في كل ما ينبئهم به! وذلك منتهى الغفلة والضلال؛ أن يصدقه وهو لا يعرفه ولا يراه، فكن

<<  <  ج: ص:  >  >>