[روي عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال]:
«وأَبِيْكَ! لو سَكَتَّ، ما زلتُ أُناوَلُ منها ذراعاً ما دعوتُ به».
(منكر).
[قال الإمام]:
أخرجه أحمد (٢/ ٤٨): ثنا إسماعيل: ثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي إسحاق حدثني رجل من بني غفار في مجلس سالم بن عبد الله: حدثني فلان: أَنَّ رَسُولَ اللَّه - صلى الله عليه وآله وسلم - أُتِيَ بِطَعَامٍ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ فَقَالَ:«نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ».فَنُووِلَ ذِرَاعاً فَأَكَلَهَا- قَالَ يَحْيَى لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا هَكَذَا- ثم قال:«نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ».فَنُووِلَ ذِرَاعاً فَأَكَلَهَا، ثُمَّ قَالَ:«نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ».فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّمَا هُمَا ذِرَاعَانِ فَقَالَ: ... فذكره. فَقَالَ سَالِمٌ: أَمَّا هَذِهِ فَلَا، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ».
قلت: وهذا إسناد ضعيف، لجهالة الغفاري الذي لم يسم. وأبو إسحاق الراوي عنه لم أعرفه. ويحتمل أن يكون سليمان بن أبي سليمان الشيباني المخرج له في "الصحيحين"، وسائر رجاله ثقات من رجالهما.
والحديث قال الهيثمي (٨/ ٣١٢): "رواه أحمد، وفيه راو لم يسم".
قلت: وفي متن الحديث نكارة ظاهرة، وهو قوله:"وأبيك"، فإنه من الحلف بغير الله المنهي عنه، ولذلك أنكره سالم بن عبد الله بن عمر، للحديث الذي رواه عن أبيه. وهو حديث متفق عليه من حديث ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وهو مخرّج في "الإرواء"(٨/ ١٨٧/٢٥٦٠) من طريق نافع عنه، ومن طريق الزهري عن سالم .. به.