جرت عادة كثيرة من الناس أنهم إذا سئل أحدهم عما لا علم له به, سواء كان باستطاعة البشر عادةً معرفته أم لا؛ أجاب بقوله: الله ورسوله أعلم.
وهذا جهل بالشرع؛ فإنه - صلى الله عليه وآله وسلم - ما كان يعلم الغيب وهو في قيد الحياة-كما حكى الله تعالى عنه في القرآن:[وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ]-؛ فكيف يعلم - صلى الله عليه وآله وسلم - ذلك بعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى؟! فالصواب اليوم أن يقتصر في الجواب على قوله: الله أعلم.
وإنما كان الصحابة رضي الله عنهم يجيبونه - صلى الله عليه وآله وسلم - بقولهم: الله ورسوله أعلم. لعلمهم بأنه - صلى الله عليه وآله وسلم - ما سألهم إلا وعنده علم ذلك, وإلا؛ ليُنَبِّئَهُم به.
فتنبه لهذا, ولا تكن من الغافلين.
"أصل صفة الصلاة"(٣/ ١٠١٩).
[[٤٦٣] باب منه]
[قال الإمام]:
إياكم أن تقولوا في مثل هذه المناسبة: الله ورسوله أعلم؛ لأن هذا شرك لفظي، ... وأنا أُذكِّركم بشيء مهم جداً، الواحد يقول للثاني: تعرف البارح ماذا تعشينا؟ فيقول: الله ورسوله أعلم.
فهذا لا يجوز أن يقال؛ لأن رسول الله ليس يعلم كل ما يقع وما يحدث، هذا علم اختص الله به، لكن الشبه من أين تأتي؟ أن هناك أحاديث كثيرة، أن الرسول