للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[١١٤٥] باب القرآن كلام الله]

[قال الإمام معلقاً على قول صاحب الطحاوية]:

"وإن القرآن كلام الله منه بدا بلا كيفية قولاً, وأنزله على رسوله وحياً, وصدقه المؤمنون على ذلك حقّاً, وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ليس بمخلوق ككلام البرية, فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر, وقد ذمه الله وعابه وأوعده بسقر حيث قال تعالى: {سأصليه سقر} (المدثر: ٢٦) فلما أوعد الله بسقر لمن قال:

{إن هذا إلا قول البشر} (المدثر: ٣٢) علمنا وأيقنا أنه قول خالق البشر ولا يشبه

قول البشر:

نقل هذا الكلام عن المصنف رحمه الله شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " (١٢/ ٥٠٧) مستشهدا به وقال الشارح ابن أبي العز رحمه الله (ص ١٧٩ الطبعة الرابعة):

وهذا الذي حكاه الطحاوي رحمه الله هو الحق الذي دلت عليه الأدلة من الكتاب والسنة لمن تدبرهما وشهدت به الفطرة السليمة التي لم تغير بالشبهات والشكوك والآراء الباطلة. وقد افترق الناس في مسألة الكلام على تسعة أقوال: ثم ساقها ومنها: الثالث: وهو أنه معنى واحد قائم بذات الله هو الأمر والنهي والخبر والاستخبار, وإن عبر عنه بالعربية كان قرآناً, وإن عبر عنه بالعبرانية كان توراة, وهذا قول ابن كلاب ومن وافقه كالأشعري وغيره.

قال: وسابعها: أن كلامه يتضمن معنىً قائماً بذاته هو ما خلقه في غيره وهذا قول أبي منصور الماتريدي.

وتاسعها: أنه تعالى لم يزل متكلماً إذا شاء ومتى شاء وكيف شاء, وهو يتكلم

<<  <  ج: ص:  >  >>