للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى أنه من أهل النار فقد سبق في علمه أيضاً أنه يأخذ بسببه وهو الكفر. فكذلك نقول: من سبق في علمه تعالى أنه طويل العمر فقد سبق في علمه أنه يأخذ بالسبب وهو هنا صلة الرحم والعكس بالعكس. فإذا قلنا طال عمره حقيقة بصلته للرحم كما لو قلنا: دخل الجنة بإيمانه ولا فرق. فتأمل هذا فإنه يريحك عن تكلف تأويل الحديث بما لا طائل تحته ولا مبرر له سوى البعد عن الفهم السليم لبحث القضاء والقدر, والتوفيق من الله عز وجل.

"مختصر صحيح مسلم" (ص ٤٦٥ - ٤٦٦).

[[١٧٧٢] باب منه]

[قال البخاري في الأدب المفرد]:

عن أنس بن مالك؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «من أحب أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره، فليصل رحمه».

[قال الإمام]:

(صحيح)

[وعلق قائلاً]:

«ينسأ له في أثره» قال الترمذي: «يعني به: الزيادة في العمر».

قلت: فالحديث على ظاهره، أي: أن الله جعل بحكمته صلة الرحم سبباً شرعياً لطول العمر وكذلك حسن الخلق وحسن الجوار كما في بعض الأحاديث الصحيحة، ولا ينافي ذلك ما هو معلوم من الدين بالضرورة أن العمر مقطوع به؛ لأن هذا بالنظر للخاتمة، تماماً كالسعادة والشقاوة، فهما مقطوعتان بالنسبة للأفراد

<<  <  ج: ص:  >  >>