للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من لوازم شهادة «أن محمداً رسول الله»، ولذلك جعل الله تبارك وتعالى في الآية المتقدمة أتباعه - صلى الله عليه وآله وسلم - دون سواه دليلاً على حب الله إياه، ومما لا شك فيه أن من أحبه الله كان الله معه في كل شيء، كما في الحديث القدسي الصحيح: «وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه ... » (البخاري).

وإذا كانت هذه العناية الإلهية إنما هي بعبده المحبوب من الله، كان واجباً على كل مسلم أن يتخذ السبب الذي يجعله محبوباً عند الله، ألا وهو اتباع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - دون سواه، وبذلك فقط يحظى بالعناية الخاصة من مولاه تبارك وتعالى، ألست ترى أنه لا سبيل إلى معرفة الفرائض وتمييزها عن النوافل إلا باتباعه - صلى الله عليه وآله وسلم - وحده؟

وإن مما لا شك فيه أن المسلم كلما كان بسيرة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أعلم، وبمحاسنه وفضائله أعرف، كان حبه إياه أكثر، واتباعه إياه أوسع وأشمل.

"تحقيق بداية السول" (ص ٦).

[[٩٤] باب معنى الشهادتين]

[قال الإمام]:

الشهادتين: لا إله إلا الله محمد رسول الله؛ .. الشهادة الأولى تعني: ألا تعبد إلا الله، والشهادة الأخرى تعني: ألا تعبد الله إلا بما جاءك به رسول الله، فهما شهادتان وهما توحيدان، هذا أيضاً اصطلاح .. ، توحيدان: توحيد الله في العبادة،

<<  <  ج: ص:  >  >>