للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[٢٥٢] باب تحقيق أن الموتى لا يسمعون]

[قال الإمام في مقدمة تحقيق "الآيات البينات في عدم سماع الأموات "الآلوسي]:

اعلم أن كون الموتى يسمعون أو لا يسمعون إنما هو أمر غيبي من أمور البرزخ التي لا يعلمها إلا الله عز وجل, فلا يجوز الخوض فيه بالأقيسة والآراء, وإنما يوقف فيه مع النص إثباتاً ونفياً, وسترى المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ ذكر في الفصل الأول كلام الحنفية في أنهم لا يسمعون, وفي الفصل الثاني نقل عن غيرهم مثله, وحكى عن غير هؤلاء أنهم يسمعون, وليس يهمني أن هؤلاء قلة وأولئك الكثرة فالحق لا يعرف بالكثرة ولا بالقلة وإنما بدليله الثابت في الكتاب والسنة مع التفقه فيهما وهذا ما أنا بصدده إن شاء الله تعالى؛ فأقول:

استدل الأولون بقوله تعالى: {وما أنت بمسمع من في القبور} (فاطر: ٢٢) وقوله: {إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين} (النمل:٨٠ والروم ٥٢) وأجاب الآخرون بأن الآيتين مجاز وأنه ليس المقصود «الموتى» بـ «من في القبور» الموتى حقيقة في قبورهم وإنما المراد بهم الكفار الأحياء شبهوا بالموتى " والمعنى من هم في حال الموتى أو في حال من سكن القبر " كما قال الحافظ ابن حجر على ما يأتي في الرسالة (ص ٧٢).

فأقول: لا شك عند كل من تدبر الآيتين وسياقهما أن المعنى هو ما ذكره الحافظ رحمه الله تعالى (١) وعلى ذلك جرى علماء التفسير لا خلاف بينهم في


(١) وقد بين ذلك بيانا شافيا العلامة محمد الأمين الشنقيطي في كتابه " أضواء البيان " (٦/ ٤١٦ - ٤٢١). [منه].

<<  <  ج: ص:  >  >>