إكرام وتعظيم، لم يكن هذا من عادتهم ولذلك فهو يقول: ينبغي على الخلف أن يقتدي بالسلف في كل شيء ومن ذلك هذه المسألة.
ثم يستثني وهذا من فقهه وحكمته يقول: لكن إذا كان المسلم يعيش في جو اعتاد الناس هذا القيام وفهمتم أي قيام أعني بهذا الكلام، رجل دخل شيخ مثلاً، لو دخل علينا الآن شيخ كبير لا شك أن بعضكم سيقوم له إكراماً وتعظيماً، وهذا موجود في أكثر البلاد الشامية.
فيقول ابن تيمية: السنة عدم القيام، لكن إذا كان المسلم في جو اعتادوا مثل هذا القيام وإذا لم يقم يخشى أن يقع في نفس الحاضرين أو الداخل شيء من البغض والحقد ضد هذا الجالس الذي لم يقم، هنا يرى ابن تيمية القيام، وهذا داخل في باب دفع المفسدة الكبرى بالصغرى، قاعدة هذه فقهية عظيمة، الخطأ أين؟ يقول: هو ليس هذا القيام هو المقصود بقوله عليه السلام: «من أحب أن يتمثل له الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار»، قال: لأن المقصود بهذا الحديث هو القيام للقاعد يعني الملك جالس والوزراء والحاشية كلهم قيام على طريقة ما جاء في حديث جابر بن عبد الله الأنصاري لما أصيب عليه السلام في عضده ولم يستطع صلاة الظهر قائماً فصلى قاعداً، فصلى الناس خلفه قياماً فأشار إليهم أن اجلسوا، فجلسوا، بعد الصلاة قال لهم:«كدتم آنفاً أن تفعلوا فعل فارس بعظمائها يقومون على رؤوس ملوكهم»، الملك قاعد وهم قائمون.
قال ابن تيمية حديث:«من سره أن يتمثل الناس له قياماً»، إلى آخر الحديث قال: المقصود به أن يقوموا وهو جالس، هذا خطأ، والدليل على هذا الخطأ إذا تذكرتم معي القصة التي ذكرتها آنفاً دخل معاوية على رجلين عبد الله بن عامر