للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في حقهم ممثلًا لهم كيف اعتقدوا في ربهم الظن الذي يترفع عنه أظلم الناس حيث وصفوا ربهم بقولهم كما قال الشاعر:

ألقاه في اليم مكتوفًا ثم قال له ... إياك إياك أن تبتل بالماء

هل يغلله بالأغلال ثم يرميه في البحر ويقول له: إياك يصيبك رشاش الماء، أظلم الناس ما يفعل هذا، أما هم فقد وصفوا ربهم بما لا يليق بأظلم الناس وأفجر الناس:

ألقاه في اليم مكتوفًا ثم قال له ... إياك إياك أن تبتل بالماء

أما الله عز وجل فقد صرح بأنه لا يظلم الناس شيئًا، ولكن الناس أنفسهم يظلمون، وفي الحديث القدسي، قال الله تبارك وتعالى: «يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا، يا عبادي! كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي! كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي! كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي! لو اجتمع أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم على صعيد واحد فسألني كل واحد مسألته فأعطيته إياها ما نقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي! - وهنا الشاهد - إنما هي أعمالكم أحصيها عليكم فمن وجد خيرًا فليحمد لله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه» (١).


(١) "صحيح مسلم" (رقم ٦٧٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>