الكلام فعلاً وهنا الشاهد يا إخواننا، وهنا فاعتبروا يا أولي الأبصار، قال له: روح أنت جبت لنا واحد وهابي كبير خطير، ما بيحب الرسول. قاتله الله! قال له: شو عرفك، هذا الرجل صاحبنا نحضر دروسه دائماً قال الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ..
إلى آخره، قال له: عرفني أنا بعدما راح،-يعني: أنا رحت من عنده- قال استحضر روح مدري مين نسيت أنا، وسأله عني وأعطاه هذه البيانات، أن هذا رجل وهابي لا يحب الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، فقلت: يا جماعة هذا دليل أن هؤلاء يستعينوا بالشياطين، ليس هناك استحضار أرواح هذا أمر مستحيل، لكن فعلاً يحضرهم الشياطين ويوحون إليهم كما قال رب العالمين: و {شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}(الأنعام: ١١٢)، لذلك أقول: إن كان هناك أحد من إخواننا الذين ابتلوا، وأقول ابتلوا، لأنه حقيقة كما تبلغنا الأخبار أن هذا موضع امتحان واختبار، فقد تأتيه امرأة وهي مصروعة وممسوسة، فقد يرى أنه من الفائدة أن يمسها وأن يجسها في عضدها في عنقها في في إلى آخره، فالشيطان يأتي من هذه الأبواب الهينة اللينة في أول الأمر، ثم لا يزال الأمر يكبر ويكبر حتى تقع الفتنة الكبرى، فإذا كان هناك أحد من إخواننا ابتلي أقول فقط، بتلاوة آيات من كتاب الله أو من الاستعاذات الثابتة عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لإخراج الجني الصارع لهذا الإنسي فهذا كما قال عليه السلام:«من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل» أما أن يسأله ما اسمك، ما دينك، ما عملك، وأين ساكن، وأين كذا، وكيف ينفع المرض الفلاني .. إلى آخره، هذا داخل في عموم قوله تعالى الذي ذكرته آنفاً:{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا}(الجن: ٦)، أسأل الله العافية والسلامة.