الشيخ: هذا بارك الله فيك كان في بعض العصور الزاهرة حينما كان تنتشر الجيوش الإسلامية في بلاد الكفر تدعوها إلى الإسلام، فمنهم من يستجيب ومنهم من لا يستجيب، فحينئذٍ ما يكون من الجيش المسلم إلا أن يحارب كما جاء في قوله عليه السلام:«أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله» وكما جاء في صحيح مسلم من حديث بريدة بن الحصيب: «أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان إذا أمر أميرًا على سرية أو جيش أوصاه، وكان من وصيته: إذا لقيتم المشركين فادعوهم إلى إحدى ثلاث: إلى شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإن أبو فأن يعطوا الجزية عند يد وهم صاغرون، فإن أبوا فالقتال»(١) فحينما كان يجري هذا القتال بين المسلمين وبين الكافرين يقع في أغلب الأحيان كثير من الأسرى في أيدي المسلمين من النساء ومن الرجال، ثم تجري قسمة هذه المغانم وفيها أولئك الأسرى، فيقسمها قائد الجيش المسلم على الغانمين.
فكان يقع كثيرًا وكثيرًا جدًّا أن يكون حصة بعض الغانمين سبية من السبايا التي وقعت في أيدي المسلمين، فيجوز للمسلم كما أظنكم تعلمون أن يتمتع بمثل هذه السبية الأسيرة كما يتمتع الرجل بحلاله بزوجته، كما قال تعالى في وصف عباده المؤمنين:{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ، إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ}(المؤمنون:٥ - ٦) إلى آخر الآيات، فملك اليمين هي السرية هذه التي كان أصلها غنيمة من الكفار، والذي وقع في التاريخ الإسلامي الأول وسنين طويلة وعصور مديدة فيما بعد أن هذا السيد ينكح هذه الأمة أو هذه