والفهم، أنهم لعلهم أجابوا بأن ذلك أمر تعبدي، وبأنا نُسلِّم سراًّ في آخر صلاتنا إذا كنا مقتدين، وننوي بسلامنا الحفظة، والإمام، وسائر المقتدين، مع أن هؤلاء القوم لا يسمعونه لعدم الجهر به، فكذا ما نحن فيه.
[فعلق الإمام الألباني قائلاً]:
ومن هذا القبيل قول الضرير في حديثه المشهور:" يا محمد إني توجهت بك إلى ربي ... " الحديث وهو مخرج في رسالتي " التوسل "(ص ٦٧ - ٦٨).وهذا إذا افترض أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان بعيدا أو غائباً عنه لا يسمعه، وأما إذا كان ذلك في حضوره - صلى الله عليه وآله وسلم - فلا إشكال.
[ثم قال الآلوسي]:
على أن السلام هو الرحمة للموتى، وننزلهم منزلة المخاطبين السامعين، وذلك شائع في العربية كما لا يخفى على العارفين، فهذه العرب تُسَلِّمُ على الديار، وتخاطبها على بعد المزار.
[فعلق الألباني قائلا]:
ومن ذلك مخاطبة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - الهلال حين يراه بقوله:" ... ربنا وربك الله " ونحوه مما جاء في عدة أحاديث مخرجة في " المشكاة "(٢٤٢٨ و٢٤٥١) و" الكلم الطيب "(ص ٩١/ ١٦١) و" الصحيحة "(١٨١٦).و" الضعيفة "(١٥٠٦) ومثله ما روي عن ابن عمر مرفوعاً: " كان إذا سافر فأقبل الليل قال: يا أرض، ربي وربك الله، أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك ... " الحديث، وقد صححه بعضهم، لكن في إسناده جهالة كما بينته في " الكلم الطيب "(٩٩/ ١٨٠) و" المشكاة "(٣٤٣٩ - التحقيق الثاني).