للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: ابن عمر ماذا؟

مداخلة: السلام عليك يا رسول الله اللهم اهدني .. فهل يصح أن يخاطَب الرسول بقول بعض الخطباء: فداك أبي وأمي يا رسول الله بصيغة النداء مع عدم الاعتقاد أنه يسمع يعني الرسول؟

الشيخ: بلا شك الروايات التي ذكرتها هي ثابتة، ومثل هذا النداء من حيث الأسلوب العربي سائغ وجائز، فالعرب ينادون الأبطال مثلاً والبلاد وإلى آخره والليل والنهار والشمس والقمر إلى آخره ولا يترتب من وراء ذلك شيء، لكن يختلف الأمر اليوم عن ذاك الوقت .. [انقطاع صوتي] فضلاً عن عامتهم، ولا يخفاكم أن هذا من الإشراك بالله عز وجل في دعائه، فحينما نتساهل في مثل هذا النداء الذي كان سابقاً قائماً، لكن سابقاً كانت العقيدة عقيدة التوحيد سالمة من أوضار وأوساخ الشرك الأصغر فضلاً عن الشرك الأكبر، وليس الأمر اليوم كذلك؛ لهذا لا يحسن للخطيب أن يفتح باب الإشكال هذا على عامة الناس لبعدهم عن فهمهم للتوحيد الصحيح.

أنت قلت آنفاً كلمة حق وهو بأن هذا الذي ينادي يعتقد أن المنادى لا يسمع، لكن ما رأيك اليوم في خاصة المسلمين وعلمائهم ماذا يعتقدون بالموتى ... ؟ هل يعتقدون أنهم لا يسمعون أم أنهم يسمعون؟ الذي أنا أعرفه أنه وجدنا عشرات منهم أنهم يعتقدون أن الموتى يسمعون، لهم في ذلك شبهات كثيرة ولسنا الآن في صدد بيان ذلك، لكن لعلكم رأيتم كتاباً بعنوان: "الآيات البينات في عدم سماع الأموات عند الحنفية السادات"، ومقدمتي لهذا الكتاب بنحو خمسين صفحة، فهناك أنا عالجت هذه المسألة بالأدلة وأثبتُّ أن الموتى لا يسمعون.

ولذلك أنتم تعلمون أن من الحكمة أن يُكلِّم المسلم الناس على قدر عقولهم

<<  <  ج: ص:  >  >>