بعضهم ولا ينتبه أن هذا الغلو قد يترتب من ورائه شيء مخالف للشريعة، كذاك الذي قال لبعض الحكام:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار ... فاحكم فأنت الواحد القهار
ماذا يعني بهذا؟ أنه الملك الأعلى في الدنيا، لكن وصفه بصفات الله عز وجل:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار ... فاحكم فأنت الواحد القهار
يصف الرسول فيقول:
فإن من جودك الدنيا وضرتها
يا جماعة قلنا: من جوده الدنيا، نقطة ونقطة حديثية كما أقول أنا أحياناً، كيف تكون النقطة الحديثية؟
علماء الحديث كانوا إذا كتبوا جملة كاملة أداروا دائرة في آخرها، وتركوا جوفها فارغاً، هذا شيء جميل جداً ما نعرفه اليوم، فإذا ما أعيد مقابلة هذه الجملة بالأصل، يعني: من قبيل تصحيح التجارب اليوم التي تطبع وضعت النقطة في الدائرة، أي: كل من يرى هذه الجملة في آخرها دائرة ما فيها نقطة هذه غير مقابلة، غير صحيحة، ممكن يكون فيه خطأ، أما إذا كانت الدائرة فيها نقطة هذه مقابلة وهذه صحيحة.
نحن نقول الآن: فإن من جودك الدنيا؛ دائرة ووسطها نقطة، آمنا وسلمنا، لكن وضرتها هذا ما يجوز إطلاقاً أن نقول عن الرسول أنه جاد بالآخرة كما جاد بالدنيا، لأن معناها أنه لا يفكر أبداً أن يرى الله في الآخرة، وكيف يصح أن يوصف الرسول عليه السلام بمثل هذه الصفة، حاشاه من ذلك، لكن هل وقف الشاعر عند