للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تسويته الباطلة بين التبرك والتوسل من جهة, وعلى مشروعية التوسل بالذات من جهة أخرى, وكلاهما غير صحيح كما قدمنا ولو بإيجاز.

وأما غمزه إياي بالشذوذ في قوله: «أنها تخالف مذهبه في التوسل» فهو ناشئ من عدم مراعاته الأدب مع الأئمة الذين يخالفون رأيه ولا ـ أقول مذهبه؛ فأنه لا مذهب له على الرغم من لا مذهبيته! وإلا فأين هو من قول الإمام أبي حنيفة: «أكره أن يسأل الله إلا بالله» فلم يجز الإمام السؤال بالذات فضلاً عن الفضلات كما هو رأي المقلد المجتهد الجامع للمتناقضات!! وما ذهب إليه الإمام هو مذهب صاحبيه أيضاً فضلاً عن شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما من المحققين, وهو المذهب المنصور من الأحاديث النبوية والآثار السلفية, كما تراه مفصلاً في رسالتي الخاصة في التوسل, مع الرد على شبهات المخالفين ونقدها روايةً ودرايةً, ومن ذلك الرد مفصلاً على البوطي في خلطه بين التوسل والتبرك, وتجويزه التوسل بالفضلات, وما يصل هذا المقال إلى أيدي القراء الكرام إلا وتكون الرسالة قد تداولتها الأيدي وانتفع بها إن شاء الله كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد, ومعذرة إلى القراء مما اضطررنا إليه من الإطالة في الرد على البوطي في هذه الفقرة التي جرتنا إلى الخروج عما نحن بصدده من الرد عليه من الناحية الحديثية المحضة التي توجهتُ إليها في هذه المقالات دون مناقشة في آرائه الفقهية التي خالف فيها الأدلة الشرعية, ولعلي أتفرغ بعد للكتابة في ذلك بإذن الله تعالى.

"دفاع عن الحديث النبوي" (ص٧٤ - ٧٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>