فإذاً: الخارق للعادة ما يدل على صلاح أبداً، الصلاح هو العمل الصالح؛ لذلك قال الشاعر السابق:
إذا رأيت شخصاً قد يطير أي: يطير بدون أجنحة، مش بالطائرة، فالكفار يطيرون وسبقونا بالطيران.
إذا رأيت شخصاً قد يطير ... وفوق ماء البحر قد يسير
ولم يقف عند حدود الشرع ... فإنه مُسْتَدْرَجٌ وبدعي
فهؤلاء الذين يضربون أنفسهم بالشيش، هذه تمارين، ومن أكبر الأدلة على ذلك: أنك إذا قلت لأحدهم، هات أنا بضربك بدبوس صغير، بيقول لك: لا، ليه إذا كان هو صاحب كرامة فعلاً، خليه يأتي كرامته لأي شخص بيريد يضربه في أي مكان، يقول لك: لا، ليه؛ لأن هو مش متمرن يضرب حاله هون في الصدر، في القلب، ولا هون .. ولا هون، وإنما هون، حيث العضل، حيث اللحم، ليس حيث الأعصاب وحيث العظام.
قلتُ آنفاً: لعلماء المسلمين على مر الزمان تجارب مع هؤلاء الدجالين، من أشهرهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذي تحدى شيخ الرفاعيين في زمانه، والمعروفين بالبطائحيين الذي كان يتظاهر بأنه يدخل النار ولا يحترق، فتحداهم، ووصل خبر التحدي إلى أمير دمشق يومئذ، فاستدعى شيخ الطريق، وشيخ الإسلام ابن تيمية، ليشوف كيف يتجادلان وماذا يفعلان في النهاية، فتكلم شيخ الإسلام بما عنده من علم، وأن هؤلاء من أشرار الخلق، من شرار الخلق، وأنهم لا علم ولا تقوى ولا صلاح، وإنما يدجلون الناس بأمور يشترك في فعلها الصالح والطالح، والمؤمن والكافر، وقال في جملة ما قال: إن هؤلاء يدهنون