للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون». قال: «وكان عبد الله بن عمرو يعلمهن من عقل من بنيه، ومن لم يعقل فَأَعْلَقَهُ عليه».

[قال الإمام]:

لم يصح إسناده إلى ابن عمرو، لأن فيه محمد بن إسحاق وهو مدلس

وقد عنعنه، فلا يجوز الاحتجاج به على جواز تعليق التمائم من القرآن، لعدم ثبوت ذلك عن ابن عمرو. ولا سيما وهو موقوف عليه، فلا حجة فيه، قال الشوكاني: «وقد ورد ما يدل على عدم جواز تعليق التمائم، فلا يقوم بقول عبد الله بن عمرو حجة».

والسلف من التابعين وغيرهم مختلفون في ذلك، فأجازه بعضهم وكرهه آخرون، وهذا الذي نختاره، لعدم ثبوت ذلك عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، ولأن القول بجوازه يعطل سُنة الترقية بالمعوذات وغيرها.

وقد روى أبو عبيد في «فضائل القرآن» (ق ١١١/ ١) بسند صحيح عن إبراهيم-وهو النخعي التابعي الجليل-قال: كانوا يكرهون-يعني الصحابة-التمائم من القرآن وغيره. وقال المغيرة-وهو ابن مقسم الضبي الفقيه الثقة-: وسألت إبراهيم، فقالت: أعلق في عضدي هذه الآية: {يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم} من حمّى كانت بي؟ فكره ذلك.

ثم روى أبو عبيدة عن الحسن البصري أنه كان يكره أن يغسل القرآن ويسقاه المريض، أو يعلَّق القرآن.

<<  <  ج: ص:  >  >>