للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصيدة يصطادون بها الفريسة بتقديم شيء تشتهيه نفوسهم وتطمئن إليه قلوبهم، هكذا يفعل شياطين الإنس، فما بالكم بشياطين الجن الذين لا نعرف عنهم شيئاً سوى أنهم قد يقدمون بعض العلاجات وهي كما قلت آنفاً يعتبر مصيدة تعمل لاستدراج هذا المستعين بالجن، ولذلك فنحن لا نجيز استعانة مسلم بالجن الذي يوهم الإنسي بأنه مسلم مؤمن بالله ورسوله، ويظهر أنه صالح وأنه يريد أن يعين إخوانه المسلمين من الإنس، هذا أمر غيب لا يمكن للمسلم الإنسي أن يطمئن إليه، ونحن نعلم بالتجربة أحدنا يعاشر مثيله من الإنس سنين طويلة، وإذا هو بعد ذلك تبين له بأنه عدو مبين، وهو إنسي مثل حكايته، ويركن إليه ويطمئن ويعتمد عليه، لكن بعد زمن طويل يتبين أن هذا التظاهر كله كان في سبيل الوصول إلى هدف له، هذا الهدف كان مجهولاً بالنسبة للآخر، وهذا بين إنسي وإنسي طبيعتهما واحدة، تفكيرهما واحد .. إلى آخره، فما بالكم بإنسي يستعين بجني، وأنا أراني على الرغم من ضيق الوقت، سأضرب لكم مثلاً:

جرى لي مع أحد الذين يزعمون بأنهم يستحضرون الأرواح، أرواح ابن سيرين مثلاً، روح الطبيب ابن سينا، ابن عربي النكرة .. إلى آخره، في قصة طويلة نروي لكم خلاصتها، حضرت جلسة، أطفئت الأنوار وبقي هناك نور خافت، يعني بصعوبة أن تميز من بجانبك، ثم بدأت الجلسة وتبين لي فيما بعد زعم هذا المستحضر أنها جلسة طبية، وفعلاً لما دخلت وجدت الصالة ممتلئة أربعة جدرانها بالزباين، شيخ كبير، امرأة كبيرة، امرأة في يدها طفل صغير .. إلى آخره، كل هؤلاء حضروا للاستشفاء والتطبب على يد روح الطبيب الذي سيحتضره حقي بك، هذا مستحضر هناك في دمشق، أطفئت الأنوار كما قلنا، وابتدأ الجلسة

<<  <  ج: ص:  >  >>