فيبقى السؤال في منطلقه الأول العام، هل يجوز الاستعانة بالجن أم لا؟ الجواب: لا.
أما تقسيم الجن فله اعتباران تقسيم الجن من حيث فيهم الصالح والطالح والمؤمن والكافر هذا صحيح، {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا}(الجن: ١١).
هذا من حيث الواقع الغيبي غير مشهود عندنا، أما تقسيم الجن بالنسبة إلينا نحن البشر، فهذا التقسيم ضائع بالنسبة إلينا، لا نستطيع أن نقول: فلان الذي يتكلم معنا هو جني مسلم، أو كافر، أو مسلم جني مسلم صالح، أو مسلم جني مسلم صالح، لا ما نستطيع أن نظهر هذه الأحكام؛ لأن هذا حكم عما وراء-كما يقولون اليوم-: الطبيعة يعني: بالتعبير الشرعي الغيب. نحن ما نعرف الغيب، وتصديق المجهول مما هو وراء الغيب، هذه في الوقت الذي ليس شرعاً فهو حماقة؛ لأنك لو جاءك إنسان لا تعرفه مطلقاً، وقال لك: أنا رجل مسلم أمين، وأريد أن أُشارِكَك، لا توافق على هذا؛ لأنك لا تعرفه، فمن باب أولى ألا تقبل شهادة شخص من وراء الجدار يقول لك: أنا مسلم صالح طيب. وسأتعامل معك على مقتضى الدين النصيحة من وراء الجدار.