للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: بالنسبة لمس الجن نحن لا نرى أكثر من تلاوة آيات من القرآن الكريم إتباعاً لسنته عليه الصلاة والسلام، فقد جاء في أكثر من حديث أنه عليه الصلاة والسلام كان يُخرج الجان من بني الإنسان بقراءة بعض الآيات من القرآن، أما ما يشاع في كثير من البلاد الإسلامية أن بعض هؤلاء يفعلون ويأتون بأعمال أكثر من تلاوة القرآن، فهذا ليس من الإسلام إطلاقاً مثلاً بعضهم يكلم الجني المتلبس بالإنسي، وقد يسأله ما بال هذا الصريع، بيقول الجني مثلاً: هذا مسحور، وين السحر تبعه؟، والله في الفلاة أو الصحراء الفلانية أو البئر الفلانية، هذا كله محرم لأنة استعانة بالجني وليس استعانة بالله عز وجل وباختصار كما قلت آنفاً لا يجوز أكثر من تلاوة القرآن الكريم، وأنا أخشى ما أخشى أن يكون هناك نوع من التدجيل الحديث اليوم، كما كان قبل بضع سنين المسمى باستحضار الأرواح أو التنويم المغناطيسي، فهذه كلها كانت عبارة عن بهلوانيات يتعاطاها بعض الدجالين بأسماء حديثه، تنويم مغناطيسي، استحضار أرواح، الآن استحضار الجان، هذا ما يجوز أبدا، وربنا عز وجل ذكر في القرآن الكريم في حق العرب في الجاهلية الذين كان من عادتهم أنهم إذا سافروا ونزلوا وادياً ليباتوا فيه ينادي رئيس القبيلة من الإنس يا رئيس هذا الوادي من الجان نحن الآن في أمانك في ضيافتك، وما شابة ذلك، فأشار الله عز وجل إلى هذه الضلالة بقولة {وَأنه كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} (الجن: ٦)، هذه الزيادة الآن المذكورة في القرآن هي التي تقع من أكثر هؤلاء الذين يدعون أنهم يستخرجون الجان من إنسان، فلا يجوز، وذلك من الكهانة التي قال الرسول عليه الصلاة والسلام، «من أتى كاهناً، وفي رواية عَرَّافاً، فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد»، ذلك لأنة يستعين به وستنبئه عن أمور غيبيه لا يعلمها الناس عادةً فَيَضِلُّوْنَ

<<  <  ج: ص:  >  >>