للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله يقول للجارية كما سمعتم آنفاً: «لا يعلم الغيب إلا الله» ماذا قالت؟ ما قالت: يعلم الرسول كل شيء، وإنما قالت: وفينا نبي يعلم ما في غد. فرد عليها الرسول عليه السلام: «لا يعلم الغيب إلا الله، دعي هذا» إلى آخر الحديث.

أما هذا الشاعر البوصيري يقول:

فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم

مش يدري ما يكون غداً وما مضى ما كان وما سيكون إلى يوم يبعثون، هذا أكبر من تلك الكلمة التي صدرت من تلك الجارية الطيبة القلب مع ذلك لم يرض بها رسول الله وقال لها: «دعي هذا، لا يعلم الغيب إلا الله» إلى آخر الحديث.

أيضاً: مضى دور على هذه الأناشيد الدينية وبسبب دندنة الدعاة السلفيين فقط، برهة نصف قرن من الزمان في هذا القرن الماضي يدندنون حول إنكار مثل هذه الألفاظ دون سائر الجماعات الموجودة في الساحة قديماً وحديثاً كان لدعوتهم ذلك التأثير المرجو والحمد لله، فتنبه كثير من الشباب المسلم أنه لا ينبغي نحن أن ننشد أناشيد ونروح عن نفوسنا ونُذْهِبُ الكلل عن أبداننا بالتطريب بأناشيد يكون فيها ما حرم الله عز وجل من مثل قول البوصيري.

إذاً يجب أن نأتي بأشعار جديدة تكون وسطاً بين أشعار المجون وأشعار المديح المغالي في الرسول عليه السلام أو في الأنبياء والصالحين، وفعلاً ظهرت مثل هذه الأناشيد في الزمن الأخير قد تكون يعني أنزه وأقرب إلى الشرع من سابقاتها من أناشيد، ولكن مع ذلك لا يخلو الكثير منها من شيء من الانحراف والغلو والتقرب إلى التصوف المقيت.

كنت أحفظ وأنا في دمشق بعض الأبيات من الشعر. أيش يقول. ساعدونا،

<<  <  ج: ص:  >  >>