للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المقصود: فالمساجد كما قال عمر رضي الله عنه لما جدد المسجد النبوي، قال للبَنَّاء المهندس: «أكِنَّ الناس من الحر والقر ولا تحمر ولا تصفر».رضي الله عن عمر، لو جاء اليوم ورأى مسجد «الفيحاء» مسجدنا هذا لكن ما هو مسجدنا، مسجد يعني سوريين لرأى العجب العجاب، لرأى أن خبر عبد الله بن عباس تحقق فعلاً مما يدل على أنه كان تلقى ما قاله لفظاً من نبيه معنىً أو لفظاً، حيث جاء في سنن أبي داود بالسند القوي عن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «ما أمرت بتشييد المساجد» أي: رفع بنيانها، كما قال في القرآن: {وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} (الحج: ٤٥) قال ابن عباس معقباً على الحديث: «لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى».

زخرفة اليهود والنصارى دخلت مساجد المسلمين اليوم، لا أقول: كما دخلت صور اليهود والنصارى إلى بيوت المسلمين، هذا واقع أيضاً، لكن هناك فرقاً كبيراً جداً بين دخول الزخارف إلى المساجد وبين دخول الصور إلى البيوت، صحيح كلٌ منهما منكرٌ مخالف للشرع، لكن دخول الزخارف إلى المساجد أغرق في الإنكار من دخول الصور إلى البيوت، ذلك لأننا اتخذنا المعصية عبادة وتقرباً إلى الله.

إلى اليوم-والحمد لله-لم نسمع ونرجو ألا نسمع ونرجو أخيراً أن لن نسمع أن أحداً من المسلمين يتقرب إلى الله بإدخال الصور إلى البيوت، لكننا الآن نعيش في ناس يتقربون إلى الله بإدخال الزخارف إلى بيوت الله تبارك وتعالى، فصدق فيهم قول ابن عباس هو في اللفظ وفي الرواية موقوف، لأنه فرق بين ما سمعه من الرسول أو بين ما قاله الرسول وبين ما قاله هو.

قال عن الرسول عليه السلام أنه قال: «ما أُمرت بتشييد المساجد». قال ابن عباس: (لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى) فمن الممكن أن يكون ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>