للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَدْ فَقَدَ هذا الركن الركين من أعمال الإيمان، ولذلك فإن الكفر لا يكون بالتكذيب فقط، ولا يكون بعدم التصديق وربما يقع الإنسان في الكفر وهو مصدق كما كان إبليس اللعين، كان مصدقاً إلا أنه استكبر عن السجود كما أمر ربه وربنا -تبارك وتعالى-، وكذلك كان فرعون مصدقاً، {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَائِرَ} (الإسراء:١٠٢)، فقد يكون وهذه خلاصة القول قد يكون الإنسان مصدقاً ومع ذلك يقع في الكفر لانتفاء العمل القلبي عنه، فيستهزئ بآيات الله ورسله وهو يصدق بالإسلام وقد انتفى منه العمل القلبي من التوقير والتعظيم والموالاة لله ورسله، وهذا المنحى في حدود علمي أن المرجئة نحوه، أقصد أن الكفر يكون بالتكذيب فقط، ولذلك كان لزاماً علينا أن نعرف الكفر عند المرجئة حتى يتضح للسامعين أن السلفيين لا ينحون هذا المنحى، أعني منحى المرجئة في التكفير، وإذا تحرر لنا الإيمان عند المرجئة على اختلاف فرقهم كما تكلمنا فيه سابقاً فمن السهل الميسور معرفة الكفر عند المرجئة. فالمرجئة.

الشيخ: عفواً، كلام ابن القيم في الواقع يجب الوقوف عنده قليلاً، أنتم تعلمون أن هناك إيمان وتصديق ومعرفة.

الملقي: نعم.

الشيخ: وتعلمون -أيضاً- بأن المعرفة والكفر يجتمعان.

الملقي: نعم.

الشيخ: لكن هل يجتمعان الكفر والإيمان في آن واحد، وأعني هنا بالإيمان هو الأصل الذي جاءت الأحاديث تتحدث عنه بالنسبة لأهل النار الذين يعذبون

<<  <  ج: ص:  >  >>