للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الفقرة من الآية الكريمة: {ويتبع غير سبيل المؤمنين} لقد دلنا حولها وأكدها عليه الصلاة والسلام تأكيداً بالغاً في غير ما حديث نبوي صحيح، وهذه الأحاديث التي أنا أشير إليها الآن وسأذكر بعضاً منها مما تساعدني ذاكرتي ليست مجهولة عند عامة المسلمين، فضلاً عن خاصتهم، لكن المجهول فيها هو أنها

تدل على ضرورة التزام سبيل المؤمنين في فهم الكتاب والسنة، هذه النقطة

يسهو عنها كثير من الخاصة، فضلاً عن العامة، فضلاً عن هؤلاء الذين عرفوا بجماعة التكفير.

هؤلاء قد يكونون في قرارة نفوسهم صالحين، وقد يكونون أيضاً

مخلصين، ولكن هذا وحده غير كاف ليكون صاحبه عند الله عز وجل من

الناجين المفلحين.

لا بد للمسلم أن يجمع بين أمرين اثنين، بين الإخلاص في النية لله عز وجل، وبين حسن الاتباع لما كان عليه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، فلا يكفي إذاً أن يكون المسلم مخلصاً وجاداً فيما هو في صدده من العمل بالكتاب والسنة، والدعوة إليهما، فلا بد بالإضافة إلى ذلك أن يكون منهجه منهجاً سوياً سليماً.

فمن تلك الأحاديث المعروفة كما أشرت آنفاً حديث الفرق الثلاث والسبعين، ولا أحد منكم إلا وهو يذكره، وهو قوله عليه الصلاة والسلام: «تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. قالوا: من هي يا رسول الله؟! قال: هي ما أنا عليه وأصحابي» (١) نجد أن جواب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لأولئك


(١) صحيح الجامع (رقم٩٤٧٤) والصحيحة (١/ ٣٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>