ويحذره وينهاه عن ضلاله، فهو يكون معذوراً عند ربه تبارك وتعالى، ولا يؤاخذهم مؤاخذة الذي أقيمت الحجة عليه {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}(الإسراء:١٥).
لقد جاء في صحيح البخاري ومسلم حديث عجيب جداً يدل على واسع رحمة الله بعباده، بحيث أن يغفر الكفر أحياناً، لعلمه بعذر هذا الكافر، قال عليه الصلاة والسلام:«كان فيمن قبلكم رجل لم يعمل خيراً قط» الحديث في صحيح البخاري ومسلم، إياكم أن تشكوا بصحته «كان فيمن قبلكم رجل لم يعمل خيراً قط، فلما حضرته الوفاة، فقال لهم: أي ... »[حصل هنا انقطاع صوتي]
وهنا الغرابة تأتي:«ولئن قدر الله علي ليعذبني عذاباً شديداً» هذا شك في البعث، ألا تشعرون معي.
قول:«ولئن قدر الله علي» كأنه يشك بقدرة الله.
«ليعذبني عذاباً شديداً» إذاً: كيف يتخلص هو من عذاب الله الشديد المعترف بأنه (سيلاقيه).
قال:«فإذا أنا مت فخذوني وحرقوني بالنار لأضل على ربي ... ثم خذوني وذرّوني نصفي في الريح، ونصفي في البحر». انظر ماذا أوحى له الشيطان.
مداخلة: فين يدور، فين يلاقيني؟
الشيخ: فلما مات الرجل، والأولاد أبرار، وهذه وصية أبيهم، وهو كما اعترفوا كان خير أب لهم، نفذوا وصيته فحرقوه بالنهار حتى صار رميماً، صار رماداً، فأخذوا نصف هذا الرماد، ورموه في الريح الهائج راحت بدداً، والنصف الثاني في البحر المائج وراحت مع هذه الأمواج، فقال الله لهذه الذرات: كوني