«لا, إنه لم يقل يوماً: رب! اغفر لي خطيئتي يوم الدين». رواه مسلم.
٣ - أنه - صلى الله عليه وآله وسلم - مر بنخل فسمع صوتاً (يعني: من قبر) , فقال: «ما هذا؟». قالوا: قبر رجل دفن في الجاهلية فقال - صلى الله عليه وآله وسلم -:
«لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله عز وجل أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمعني»، رواه أحمد من طرق عن أنس, وعن جابر, وله شاهد من حديث زيد بن ثابت عند مسلم وأحمد, وهو مخرج في «الصحيحة» (١٥٨و١٥٩)
٤ - حديث رؤيته - صلى الله عليه وآله وسلم - في صلاة الكسوف صاحب المحجن يجر قصبة في النار, لأنه كان يسرق الحاج بمحجنه.
رواه مسلم وغيره, وهو مخرج في «الإرواء» (٦٥٦).
وفي الباب أحاديث أخرى خرجها الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١/ ١١٦ - ١١٩) , فليراجعها من شاء, وهي بمجموعها تدل دلالة قاطعة على أن المشركين في الجاهلية من أهل النار, فهم ليسوا من أهل الفترة, فسقط استدلال (أبو زهرة) بالآية جملة وتفصيلاً.
وأما قوله في حديث أنس المتقدم أعلاه:
« .. كما هو غريب في سنده»!
فأقول: وهذه دعوى باطلة كسابقتها, فالحديث صحيح لا غرابة فيه, وحسبك دليلاً أنه أخرج في «الصحيح» , وإن أراد بذلك أنه غريب بمعنى أنه تفرد به واحد, فذلك مما لا يضره, لأن كل رواته ثقات أثبات, على أن له شواهد تزيده قوة على قوة كما تقدم. وأنا حين أقول هذا أعلم أن السيوطي تورط أيضاً وغلبه الهوى, فأعل الحديث بتفرد حماد بن سلمة به - إلى درجة أنه لم يورده في «الجامع