للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مات في الفترة ولم تبلغه دعوة نبي، وكالذي أصابه الخرف أو المجنون ونحو ذلك .. فهذه الأدلة هي التي توجب المؤاخذة والمحاسبة يوم القيامة إن خيراً فخير وإن شراً فشر، أما هذه الآية التي ذكرتها والتي تتحدث عن خلق الأرواح في عالم الذر فهذه لا تفيد المحاسبة والمؤاخذة قبل قيام الحجة.

مداخلة: يعني قوله: {أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ، أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ} (الأعراف:١٧٢ - ١٧٣).

الشيخ: أي نعم، لأنه ليس في الآية إلا هذه الحجة الفطرية من الله عز وجل وهذه الآية تلتئم مع الحديث الصحيح وهو قوله عليه الصلاة والسلام: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» (١)، فهذه الفطرة هي حجة الله عز وجل من ذاك العالم، لكن هذه لا تعني أنه يعذب على أساسها.

مداخلة: بعض العلماء يذكرون أيضا ويضيفون إلى هذا الكلام الذي ذكرته أحاديث قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنهم - أبيه: «أبي وأبوك في النار» .. «واستأذنت ربي لأمي

أن أستغفر لها فلم يأذن لي»، ويضاف إلى ذلك قوله تعالى: {وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} (آل عمران:١٠٣)، مع أن الله تعالى يقول: {لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا

أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ} (يس:٦) .. {مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ} (القصص:٤٦) .. في

الآية الأخرى.

في الآية ظاهر أن قريش لم يأتهم نذير، وفي نفس الوقت أن الله تبارك وتعالى جعلهم في النار، جعل بعضهم .. كعمرو بن لحي .. فما قولك يا شيخ؟


(١) مسلم (رقم٦٩٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>