أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، إلا في النادر جداً جداً أن أتصور رجلاً عالماً حقيقة في الكتاب والسنة، وفي الطرف الآخر المبلَّغ، يبلَّغ الأمر وبفهمه، لكن عاند وكفر، فهذا هو الذي يمكن أن يقال: إنه كفر، مع أنه في مجتمعنا هذا لا يترتب وراء ذلك كبير أمر؛ لأن الأحكام الشرعية لا تُطبق.
سؤال: الرجل يكون إماماً [ويقع] في الاستغاثة مثلاً، وتكلموا معه كثير من الناس في هذا الموضوع، فهو يستغيث برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على المنبر، فهل إذا كان هذا إمام يصلي خلفه أو يعيد الصلاة، أو لا يصلي خلفه؟
الشيخ: هذا يرجع للبحث السابق.
مداخلة: وتعتقد أنه أقام الحجة؟
الشيخ: نعم، أنا أقول في كثير من الأحيان باختصار هل تعتقد أن هذا رجل ارتد عن دينه؟ يعني: أصور صورة زيد من الناس، جادل عمراً من الناس، ويقول زيد بأنه أقام الحجة عليه، هل هو مقتنع بقوله هذا أي: أنه أقام الحجة عليه إلى درجة أنه يقول: هذا ارتد؟ مرتد عن دينه فطلقت زوجته، ولا بد من تجديد عقده عليها، لا بد من تجديد إيمانه أولاً ثم تجديد عقده عليها ثانياً، فإن قال: إيه نعم، أنا أقول له: لا تصلي خلفه، لكني أعتقد أنه صعب جداً أن يكون هذا المبلِّغ أو المحاجِج وصل إلى قناعة في ذاته أن حَكَمَ على فلان أنه مرتد عن دينه، بمعنى: أنه مثلاً الذي أقام الحجة زوجته بنته، تحت عصمته مقابل الحجة عليه، فهي بانت منه لأنه زوجها ارتد، ولا يجتمع دينان، فهل هو يقول: لازم أنا أسعى أن أفرق بين أختي وبين هذا الذي أقمت عليه حجتي؟ إن كان وصل إلى هذه القوة، فأنا أقول: لا تصلي خلفه، وبالتالي .. {بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ}(القيامة:١٤).