للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصالح، لماذا? لأن أولئك المتكلمين أو الفلاسفة الضالين الذين وصفهم ذلك الأمير الكيس بأنهم أضاعوا ربهم، أو هؤلاء المتأخرون الضالون الذين حشروا ربهم في كل مكان حتى القاذورات حتى الكراهة، حتى المجاري حتى الكنف إلى آخره ..

هؤلاء لا ينكرون كلام الله ولا ينكرون سنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، بل قد يتحدون المخالفين لهم بأنهم يقولون نحن على الكتاب والسنة، لأننا نعلم جميعاً الفرق الضالة التي كانت في القرون الأولى كالمعتزلة والجبرية والقدرية والخوارج والإباضية الموجودين اليوم، هؤلاء كلهم لا يقولون نحن لسنا على الكتاب والسنة، وأيضاً هؤلاء المختلفين في هذا الزمان لا يمكن أن تسمع منهم تَبَرؤاً من كتاب أو سنة، إذاً ما هو منشأ الخلاف? منشأ الخلاف هو أنهم خالفوا سبيل المؤمنين، ربنا عز وجل حينما ذكر سبيل المؤمنين في قوله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} (النساء:١١٥) كان يمكن أن يقال: ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى، لكنه لحكمة بالغة عطف على مشاققة الرسول قوله عز وجل: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} (النساء:١١٥) والحكمة واضحة جداً أن هؤلاء المؤمنين هم الذين بينوا لنا القرآن والسنة، ولذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في بيانه لمثل هذه الآية، وجواباً عن سؤال السائل حينما ذكر عليه السلام أن الفرقة الناجية هي واحدة من بين ثلاث وسبعين فرقة، لما سُئل ما هي الفرقة الناجية? قال عليه السلام: «ما أنا عليه وأصحابي»، ما قال ما أنا عليه فقط، وإنما أضاف إلى ذلك وأصحابي، اليوم بارك الله فيك أبو إيش أنت يقال لك?

مداخلة: محمد.

الشيخ: أبو محمد .. يا أبو محمد الآن جماهير المسلمين خاصة المتحزبين

<<  <  ج: ص:  >  >>